Скачать книгу

يستعد لضرب تور به, طار السيف في الهواء, وبدأ الصبي بالصراخ, ممسكاً بيده.

      لم يُضع تور أي وقت. استعد, مستفيداً من هذه اللحظة, وقفز في الهواء, راكلاً الصبي, غرس قدميه مباشرة على صدر الصبي. ولكن الصبي كان ثخيناً جداً, شعر بأنه ركل شجرة بلوط. تعثر الصبي بضع خطوات فقط, في حين تجمد تور كما هو وسقط عند قدمي الصبي.

      هذا لا يبشر بالخير. فكر تور بينما كان يرتطم بالأرض, شعر بدويّ في أذنيه.

      حاول النهوض على قدميه, ولكن الصبي كان على بعد خطوة منه. انحنى إلى الأسفل, أمسك تور من ظهره ورماه في الهواء, موقعاً إياه على وجهه في التراب.

      تجمع حشد من الصبيان في دائرة حوله يهللون, احمر وجه تور و شعر بالإهانة.

      حاول تور النهوض, ولكن الصبي كان سريعاً جداً. في تلك اللحظة كان فوقه, ملقياً تور أرضاً.

      قبل أن يدرك تور ذلك, تحولت المواجهة إلى مباراة مصارعة. كان وزن الصبي هائلاً.

      كان تور يسمع صيحات المجندين الآخرين وقد شكلوا دائرة حولهم, يصرخون, متلهفين للدماء.

      كان وجه الصبي مكفهراً, اقترب الصبي من وجه تور وأراد أن يضع إبهاميه في عيون تور. لم يتمكن تور من تصديق ذلك, يبدو أن هذا الصبي يريد أن يُضرب حقاً. هل يصر بالفعل أن يحصل على امتياز؟

      في آخر لحظة, أبعد تور رأسه عن يد الصبي تاركاً يده تغرق في الوحل. استغل تور الفرصة ليتدحرج من تحته.

      نهض تور على قدميه واقفاً أمام الصبي, الذي وقف أيضاً. اندفع الصبي موجهاً قبضته نحو وجه تور, استطاع تور أن يتفادى ضربته في الثانية الأخيرة, اندفع الهواء عبر وجهه, وأدرك أنه إذا أصابته قبضة الصبي سيكسر فكه. اقترب تور ولكم الصبي في معدته, ولكنه بالكاد فعل شيئاً, كان مثل ضرب شجرة.

      وقبل أن يقوم تور بردة فعل, كان الصبي قد ضرب بمرفقه وجه تور.

      تعثر تور إلى الخلف, يعاني من الضربة. كانت مثل ضربة المطرقة, وبدأ يسمع طنيناً في أذنيه.

      بينما كان تور متعثراً, لا يزال يحاول التقاط أنفاسه, ركله الصبي بقوة في صدره. ارتفع تور في الهواء وسقط على الأرض, لقد سقط على ظهره. هلل الفتيان الآخرين.

      شعر تور بالدوار, و نهض كي يجلس قليلاً, ولكن الصبي اندفع نحوه ولكمه مرة أخرى بقوة في وجهه, مسقطاً تور على ظهره مرة أخرى, لقد كانت هذه الضربة القاضية.

      تور كان ملقاً هناك, يسمع هتافات الآخرين, ويشعر بملوحة الدم الذي ينزف من أنفه, و بأثر الضرب على وجهه. لقد كان يتلوى من الألم. نظر إلى الأعلى, كان يستطيع رؤية الصبي الكبير يذهب بعيداً, عائداً إلى أصدقائه, ليحتفل بالفوز معهم.

      أراد تور أن يستسلم. كان الصبي ضخماً, وقتاله لم يكن أمراً مجدياً, وقد يصيبه بلكمات أخرى. ولكن شيئاً ما بداخله دفعه, لا يكمن أن يخسر هكذا, ليس أمام هؤلاء الناس.

      لا تستسلم. انهض. انهض!

      بطريقة ما استعاد تور قوته. تدحرج ونهض على يديه وركبتيه, وهو يئن من الألم, ثم ببطء استطاع النهوض على قدميه.

      التفت الصبي الضخم وحدق في تور, هزّ رأسه غير مصدقٍ ما رآه.

      "يجب عليك أن تبقى على الأرض, أيها الصبي" قال مهدداً, وهو يمشي مرة أخرى نحو تور.

      "كفى" صاح صوت. "إيلدين قف مكانك!"

      تدخل فارس فجأة, ووقف بينهم, رافعاً يده في وجه إيلدين لإيقافه. سكت الحشد, كان جميعهم يترقب الفارس, كان من الواضح أنه رجل يستحق الاحترام.

      نظر تور برهبة لوجود الفارس. كان في العشرينات من عمره, طويل القامة و عريض المنكبين, صاحب فك عريض و شعر بني مُسَرَّح. أعجب به تور على الفور. درعه من الطراز الأول, وترسه مصنوع من الفضة المصقولة, ومغطاً بعلامات ملكية, شعار الصقر لأسرة ماكجيل. كان قلب تور على وشك أن يتوقف,

Скачать книгу