Скачать книгу

الرماح على أهداف بعيدة, وعلى آخر, رماة يرمون على القش. كان يبدو أنه يوجد في كل مكان ألعاب, ومسابقات. كان هناك أيضاً بعض الموسيقى: عودٌ و مزمار و صنج, وفرق موسيقية تتجول, ونبيذ و براميل ضخمة توزع, طعام و موائد يتمّ تحضيرها. ومآدب على مد النظر. كان كما لو أنه وصل في خضم احتفال ضخم.

      وهو مبهور بكل شيء, رأى تور أنه يجب أن يجد الفيلق. لقد كان متأخراً بالفعل, وكان بحاجة أن يعرّف عن نفسه.

      سارع لأول شخص ظهر أمامه, بدا أنه رجل كبير السن, بعباءة ملطخة بالدماء و كأنه جزار, يسرع إلى أسفل الطريق.

      كان الجميع في عجلة مثله.

      "المعذرة يا سيدي," قال تور ممسكاً بيده.

      نظر الرجل إلى يد تور نظرة مهينة.

      "ماذا تريد أيها الصبي؟"

      "أنا أبحث عن فيلق الملك. هل تعرف أين يتدربون؟"

      "هل أبدو كأنني خريطة؟" تذمر الرجل, واندفع إلى الأمام.

      تفاجئ تور بفظاظته.

      وسارع إلى شخص آخر, امرأة تعجن الدقيق على طاولة طويلة. كان هناك العديد من النساء على هذه الطاولة. وجميعهن يعملن بجد, واعتبر تور أن احداهن يجب أن تعرف.

      "معذرة سيدتي". " هل تعرفين أين مكان فيلق الملك؟"

      نظرن إلى بعضهم البعض وضحكن, كان بعضهن أكبر منه ببضع سنوات فقط.

      التفت أكبرهم سناً ونظرت إليه.

      " أنت تبحث في المكان الخاطئ, هنا نقوم بالاستعداد للاحتفالات."

      "ولكن قيل لي أنهم يتدربون في بلاط الملك" قال تور بارتباك.

      ضحكت المرأة ضحكة خافتة أخرى. وضعت يدها على خصرها وهزت برأسها قائلة:" أنت تتصرف كما لو كانت هذه هي المرة الأولى لك في بلاط الملك. أليس لديك فكرة كم هو كبير؟"

      احمر وجه تور من ضحك النساء الأخريات, ثم ابتعد أخيراً, لم يعجبه أن يكون محط سخرية الآخرين.

      لقد رأى خلفه اثنا عشر طريقاً, تدور وتلف في كل اتجاه عبر بلاط الملك.

      تتباعد إلى جدران حجرية لتصنع على الأقل اثنا عشر مدخلاُ. كان حجم ومدى هذا المكان شاسعاً. كان لديه شعور بالضياع, من الممكن أن يبحث لعدة أيام و لا يتمكن العثور على مبتغاه.

      لمعت فكرة في رأسه, من المؤكد أن الجنود يعلمون أين يتدرب الآخرون. كان متوتراً لفكرة الاقتراب من جندي ملكيٍّ حقيقيّ, لكنه أدرك أنه مضطر إلى فعل ذلك.

      التفت وسارع إلى أحد الجدران, إلى جنديٍّ يقف لحراسة أقرب مدخل, آملاً أنه لن يرميه خارجاً. الجندي يقف بانتصاب, وينظر إلى الأمام بشكل مستقيم.

      "أنا أبحث عن فيلق الملك" قال تور, وهو يستجدي صوته.

      واصل الجندي التحديق إلى الأمام, متجاهلاً تور.

      "قلت أنني أبحث عن فيلق الملك!" أصر تور, بصوت أعلى, عازماً على الإجابة.

      بعد عدة ثوان حملق الجندي إلى الأسفل, باحتقار.

      "هل يمكن أن تقول لي أين هو؟" قال تور.

      "وماذا يكون لك عمل معهم؟" قال الجندي.

      "عمل مهم جداً" توسل تور على أمل ألّا يرده الجندي خائباً.

      عاد الجندي للنظر إلى الأمام, متجاهلاً تور مرة أخرى. شعر تور بخيبة الأمل, وخاف أنه لن يعرف الجواب أبداً.

      ولكن بعد لحظات شعرها وكأنها الدهر, أجاب الجندي " خذ البوابة الشرقية, ثم اتجه إلى أقصى الشمال. خذ البوابة الثالثة في الجهة اليسرى, ثم المفترق اليميني, وخذ بعد ذلك المفترق اليميني مرة أخرى. اجتز القوس الحجري الثاني, مكانهم خارج البوابة. ولكن أنصحك, لا تضع وقتك. إنهم لا يسمحون بدخول الزائرين."

      كان هذا كل ما يحتاج تور سماعه. ومن دون تأخير أكثر, التفت وركض عبر الميدان, يتبع الاتجاهات, ويكررها في رأسه, في محاولة لحفظها. لاحظ أن الشمس عاليةٌ في السماء,

Скачать книгу