Скачать книгу

دامعيتين.

      "هل كان حلماً؟ أم شيئاً أكثر من ذلك؟"

      "الأحلام دائما شيء أكثر من ذلك, أليس كذلك؟" سأل أرجون.

      شعر ماكجيل بأنه يختنق.

      "أين هو الخطر؟ أخبرني عن هذا فقط."

      اقترب أرجون وحدق في عينيه بحدة, شعر ماكجيل كأن يحدق في عالم آخر.

      مال أرجون إلى الأمام, هامساً:

      "هو دائما أقرب مما تتخيل."

      الفصل الرابع

      اختبأ تور داخل القش في الجزء الخلفي من عربة تندفع به على طول طريق البلدة. كان قد اتخذ وجهته إلى الطريق في الليلة السابقة وانتظر بصبر حتى جاءت عربة كبيرة تناسب حجمه ليركبها من دون أن يلاحظه أحد. كان قد حلَّ الظلام في ذلك الوقت, والعربة تجري على طول الطريق ببطء كافٍ يمكّن تور من السير بسرعة والقفز عليها من الخلف. سقط تور في القش ودفن نفسه في داخله. لحسن الحظ, أن السائق لم يلاحظه. لم يكن تور يعرف إذا كانت العربة متجهة إلى بلاط الملك, لكنها كانت تسير في ذلك الاتجاه, وعربة بهذا الحجم, ومع هذه العلامات, يمكن أن تكون ذاهبة إلى عدة أماكن.

      ركب تور طوال الليل, وبقي مستيقظاً لساعات, يفكر في مواجهته مع سايبولد, ومع أرجون. عن مصيره وعن منزله, و عن والدته. لقد شعر أن الكون قد أجابه, قد أخبره بأن له مصيراً آخر. كان يستلقي هناك, شابكاً يداه وراء رأسه, يحدق في سماء الليل الظاهرة من خلال قماشةٍ بالية. كان يشاهد الكون, وهو مشرق جداً, ونجومه الحمراء بعيدة للغاية.

      كان مبتهجاً. لأول مرة في حياته, كان في رحلة. لم يكن يعرف إلى أين, ولكنه كان ذاهباً. بطريقة أو بأخرى سيجد طريقه إلى بلاط الملك.

      عندما فتح تور عيناه كان الصباح قد أتى. وأشعة الشمس تجتاح العربة, لقد أدرك أنه غط في النوم. جلس بسرعة, ينظر حوله, ويلوم نفسه على استسلامه للنوم. كان ينبغي أن يكون أكثر يقظة, كان محظوظاً بأنه لم يتم اكتشافه.

      لا تزال العربة تتحرك, ولكنها لا ترتطم كثيراً. يمكن أن يعني هذا شيئاً واحداً, طريقاً أفضل. ينبغي أن يكون على مقربة من المدينة. نظر تور إلى الأسفل ولاحظ كيف كان الطريق أملساً, وخالياً من الصخور و الحفر, يصطف على طولها أصداف بيضاء جميلة. بدأ قلبه ينبض بسرعة, كانوا يقتربون من البلاط الملكيّ. نظر تور إلى الجزء الخلفي من العربة وقد كان مغموراً. كانت الشوارع النظيفة تمتلئ بالنشاط. العشرات من العربات, من جميع الأشكال والأحجام و التي تحمل مختلف الأشياء. كانت إحداها تحمل فراءً و أخرى تحمل سجاداً, وأخرى تحمل بعض الدجاج. وكان بينهم يسير مئات من التجار, وبعض الماشية المقادة. البعض يحمل سلال من البضائع على رأسه. أربعة رجال يحملون حزمة من الحرير, يحاولون الموازنة بين قطبيها. كان هناك جيش من الناس, كل يسير في اتجاه واحد.

      شعر تور بأنه على قيد الحياة. لم يسبق له أن رأى ذلك العدد من الناس في وقت واحد, الكثير من السلع و الكثير من الأحداث. لقد كان يعيش في قرية صغيرة طوال حياته, والآن هو في مركز المدينة. يندفع بين كل هؤلاء الناس.

      سمع ضجة عالية, إنّه أنين من سلاسل, و صفقُ قطعة كبيرة من الخشب, قويٍّ جداً بحيث جعل الأرض تهتز تحتهم. بعد لحظات جاء صوتٌ مختلف, من حوافر خيل تحدث صوتاً على الخشب. نظر إلى الأسفل وأدرك أنهم كانوا يعبرون جسراً, و من تحته خندق. إنه جسر متحرك.

      أمسك تور رأسه ورأى أعمدة حجرية ضخمة. ارتفعت البوابة الحديدة إلى الأعلى, لقد كانوا يجتازون بوابة الملك.

      كانت أكبر بوابة رآها في حياته. تأمل بالنتوءات الحديدية, وكان يتخيل لو أن إحداها قد سقطت عليه لقطعته إلى قسمين, حينها خفق قلبه بشدة.

      مروا عبر نفق حجر طويل, ثم بعد لحظات ظهرت السماء مرة أخرى. كانوا داخل بلاط الملك.

      بالكاد استطاع تور تصديق ذلك, لقد كان النشاط هنا أكثر. ما يبدوا أنه كان يوجد الآلاف من الناس, تذهب في كل اتجاه. كان هناك مساحات واسعة شاسعة من العشب, مقصوصٍ

Скачать книгу