Скачать книгу

      "ولكنها على الأرجح كذلك!" قال فيرث.

      لم يعد غاريث يستطيع تحمّل هذا الغبي أكثر من ذلك. تركه واتجه نحو الباب, بينما لحق به فيرث.

      "سأذهب معك, سأريك أين قمت برميها بالتحديد." قال فيرث.

      توقف غاريث والتفت باتجاهه محدقاً به. لقد كان مغطى بالدماء, استغرب غاريث كيف أنّ الحراس لم تنتبه لذلك. لقد كان محظوظاً.

      "سوف أقول ذلك مرة واحدة فقط," زمجر غاريث بغضب. "سوف تعود إلى غرفتي حالاً, وتقوم بتغيير ملابسك ثمّ تحرقها. وستتخلص من أي آثار للدماء. ثمّ ستختفي من هذه القلعة, ابقى بعيداً عني هذه الليلة. هل تفهمني؟"

      قام غاريث بدفعه إلى الخلف, ثم التفت وركض مسرعاً. انطلق عبر الممر, ونزل على الدرج الحجري الحلزوني, ونزل طابقاً تلو طابق, باتجاه غرف الخدم.

      وأخيراً, دخل إلى الطابق السفلي, والتفتت رؤوس العديد من الخدم باتجاهه. كانوا يقومون بتنظيف القدور الهائلة ويغلون سطول الماء الكبيرة. كانت النيران الضخمة مستعرة داخل أفران الطوب الكبيرة, والخدم الذين يرتدون المآزر الملونة, غارقين في عرقهم.

      وعلى الجانب الآخر من الغرف, وجد غاريث حاوية القمامة الضخمة. كانت الأوساخ والقاذورات تجري عبر المزلق الكبير وتنسكب فيه كل دقيقة.

      ركض غاريث باتجاه أقرب خادم, وأمسكه من ذراعه بشدة.

      "منذ متى تمّ تفريغ الحاوية آخر مرة؟" سأله غاريث.

      "تمّ نقلها إلى النهر منذ دقائق فقط, مولاي."

      التفت غاريث وخرج من الغرفة بسرعة, ركض باتجاه ممرات القلعة, متجهاً إلى درج الطوارئ, ثمّ خرج إلى الهواء البارد.

      ركض داخل حقل العشب وهو يلهث, متجهاً إلى النهر بأقصى سرعته.

      وعندما اقترب منه, وجد مكاناً للاختباء خلف شجرة كبيرة بالقرب من حافة النهر. كان يشاهد اثنين من الخدم, يرفعون الحاوية الحديدية الكبيرة ويلقونها داخل تيار النهر المندفع.

      كان يشاهد ذلك حتى قاما بتفريغ كافة الحاوية إلى داخل النهر, ثم أعادا الوعاء وعادا أدراجهما باتجاه القلعة.

      وأخيراً, شعر غاريث بالارتياح. لم يتمكن أحد من رؤية أية سكين. ومهما حصل فقد أصبحت الآن في تيار النهر, تجري بعيداً. وإذا مات والده الليلة, فلن يكون هناك أي دليلٍ لتعقب القاتل.

      أم سيكون هناك؟

      تبع تور ريس بعد أن دخلا إلى الممر, وكروهن يركض خلفهما, وهم يشقون طريقهم داخل الممرات الخلفية المؤدية إلى حجرة الملك. كان ريس قد أدخلهم عبر بابٍ سري مخبأ في أحد الجدران الحجرية, وقام بحمل مشعل, ثم بدأ يقودهم وهم يمشون خلف بعضهم كطابور واحد داخل المساحة الضيقة للممرات الداخلية للقلعة ضمن الكثير من اللفات والانعطافات التي تصيب بالدوار. صعدا على درج حجريٍّ ضيق يؤدي إلى ممر آخر. ثمّ وجدا أمامهما درجاً آخر, تعجب تور من مدى تعقيد تلك الممرات والمسارات.

      "لقد بُنيت هذه الممرات داخل القلعة منذ مئات السنوات," قال ذلك ريس همساً وهم يشقون طريقهم, كانوا يتنفسون بصعوبة أثناء صعودهم تلك الأدراج. "لقد بُنيت من قبل الجد الأكبر لوالدي, الملك ماكجيل الثالث. قم ببنائها كطريقٍ خاصٍ للهروب, بعد أن استمر عليهن حصار لمدة طويلة. ولسخرية القدر, أنّ ذلك الحصار لم يتكرر منذ تلك الفترة, ولم يتم استخدام تلك الممرات لقرون.

      لقد كانت مخفية ولكنني اكتشفتها عندما كنت طفلاً. أحب أن استخدمها من وقتٍ لآخر كي أقوم بجولةٍ في القلعة دون أن يعرف أحدٌ مكاني. عندما كنت أصغر سناً, كنا أنا وجوين و غودفري نلعب الغميضة داخل هذه الممرات. كان كندريك كبيراً و غاريث لا يحب أن يلعب معنا. كنا نلعب بدون مشاعل, كانت تلك قواعد اللعب, داخل ظلامٍ دامس. كان ذلك مرعباً في ذلك الوقت."

      كان تور يحاول جاهداً أن يتابع ريس ويبقى بالقرب منه, بينما كان ريس يقدم

Скачать книгу